في مجالات العمل التقليدية
بعيدًا عن التسويق الشبكي، فإننا نجد نوعين أو قسمين من الموظفين، تم تصنيفهم وتقسيمهم بناء على الطريقة التي يتبعون فيها
قادتهم وينفذون فيها الأوامر التي تصدر عن المدراء
القسم الأول: وهم الموظفون الذين قرروا أن يمارسوا ما
يسمى بالخضوع السلبي لآراء وأوامر المدراء والرؤساء، ويكون ذلك من خلال التظاهر
بتنفيذ أوامر القائد واتباعه في آرائه، مع الالتزام التام بحدود التوصيف الوظيفي.
القسم الثاني: فهم الموظفون الذين يعلمون أن فكرة
التبعية والإخلاص تعتبر إحدى التحديات الكبرى في العمل بأي وظيفة، ليس فقط بسبب
صعوبة إتقانها وتطبيقها، بل الأمر أهم هو صعوبة قبولها أصلا، لكنهم بنفس الوقت
يعلمون مدى أهمية اتباع القائد أو المدير في العمل، وأهمية الفائدة التي يعود بها
على العمل، وعلى الموظف بنفس الوقت، وستجد أن هؤلاء الموظفين من القسم الثاني
معروفون بنجوميتهم ونجاحهم في قيادة أنفسهم ومن حولهم، إضافة إلى أنهم من جانب آخر
بارعين أيضاً في تبعيتهم لرؤسائهم أو مدراءهم، فالتبعية والانقياد في العمل هي
استراتيجية العمل التي توجه تعاملاتك مع القادة، بل هي طريقة التعامل التي ترتكز
عليها جميع علاقاتك مع الأشخاص الذين يملكون النفوذ في المنظمة ولهم سلطة عليك.
هناك اعتقاد سائد لدى الكثير من الناس بأن تقليد القائد
وتبعيته هو أمر غير جيد، ويظهر التناقض حين تجد أن نفس أولئك الأشخاص ينظرون إلى
القيادة بحد ذاتها على أنها أمر متميز ويطمحون إليها، ويرغبون أن ينقاد الناس لهم!
ولحل هذه المشكلة يمكننا أن نلخص معنى التبعية والتقليد
للقائد بأنه منحصر فقط في ممارسة العمل بإخلاص والذي يعود بالنجاح نهاية للقائد
وللشركة ذاتها، ولكن في نفس الوقت العمل على كل شخص أن يقوم بممارسة الاستقلالية
الفريدة وتكوين رأي خاص عن الأهداف والواجبات والمشاكل المتوقعة وطرق العمل،
فالناجحون يعملون بتعاون تام مع القائد لإنجاز أهداف الشركة حتى مع وجود فروق في
الشخصية أو في الآراء، فهم لاعبون رئيسيون في تخطيط أعمال الشركة والتطبيق العملي
لهذا التخطيط، أي أن الانقياد لا يعني تعطيل العقل، بل على العكس هو المشاركة
الحقيقية في عملية البناء وإنجاح الفريق ككل.